الثلاثاء، 15 مايو 2012


الكنز الغنائى:-
 كوكب الشرق

ولدت ام كلثوم في قرية ريفية صغيرة تدعى طمأي الزهايرة في مركز السنبلاوين لعائلة فقيرة،خلفيتها الفنية ونشأتها هي كالخلفية الممثلة لكثير من معاصرينها المتمثلة في المشايخ والتواشيخ الدينيه.والدها الشيخ ابراهيم السيد آل بالتاجي (المتوفى 1932) وكانمؤذن المسجد المحلي بقرية طمأي الزهايرة، ووالدتها فاطمه الماليجي (المتوفى 1947) . تاريخ ميلادها غير معروف بدقه، ولكن بعض أدق الاقتراحات ترجح أنها ولدت في 4 أيار 1904 على ضوء صفحة قديمة من سجلات مقاطعة الدقهلية بمصر، الميلاد الرسمي لفاطمة إبراهيم البلتاجي . مع أن البعض يرجح ولادتها في 20 ديسمبر 1898. ، كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخاها خالد إبراهيم البلتاجي. وفي حدود سن العاشرة كانت قد أصبحت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها.
كان دخل والد أم كلثوم يعتمد بشكل أساسي على المسجد وعلى أداءه التواشيح الدينية واناشيد الزفاف وغيرها من الاحتفالات في قريته والقرى المجاورة لها ...لدى استقباله عام 1917زكريا أحمد لاحظ انه "رجل مؤمن تقي للغاية" وذلك هو ما بدا للكثيرين ممن رآه بعد ذلك في القاهرة.وعكفت السيدة والدة أم كلثوم على تربيتهم وتنشأتهم أم كلثوم وأختها الكبرى بحوالي 10 سنوات سيدة وأخوها الذي يكبرها بعام خالد.وكانت أم كلثوم أخر ابنائها .ووصفت أم كلثوم أمها بالمثالية امرأة تعيش ببساطة وتعلم أبنائها أهمية الحقيقة والتواضع والايمان بالله عز وجل.
عاشت هذه الأسرة في قرية طماي الزهايره كانت القرية تتألف من 278 مسكن يؤوي 1،665 نسمة ، اي حوالى 6 أشخاص في الموقد.فام كولثم وصفتها فيما بعد ،"كانت قرية متواضعه. أعلى مبنى لم يتجاوز اثنين من الغرف. أكبر عرض للثروه كان عربة العمده المقطوره بحصان واحد!!بل لم يكن أي من شوارع القرية يتسع لعربة العمدة !!غنيت في عدد من القرى القريبة وكنت اعتقد أن مدينة السنبالوين كانت اكبر مدينة في العالم.كنت استمع للاخبار عنها بنفس طريقة سماع العالم اليوم للأخبار عن باريس ومدريد ولندن .. انتهى حديثها
منزل الاسرة كان منزل صغير من الطين لا تملك غيره.في سن الخامسة التحقت أم كلثوم بالكتاب وهو الاسم المتعارف عليه لمدرسة القرآن الكريم حيث كان أخوها خالد...وعند وفاة الشيخ الاستاذ تم نقل الاطفال الى مدرسة القرية المجاورة-عزبة الحووال- وهناك بدأت أم كلثوم مع الطلاب الأخرين حفظ القرآن واكتساب المهارات الأولية في القراءة والكتابة
تعلمت أم كلثوم مباديء الغناء من والدها،وكانت تستمع اليه وهو يقدم النصائح في فن التواشيح لأخيها خالد.الذي كان يفترض أن يرافقه في جولاته الغنائية المحلية، وتعلمت الست الغناء التقليدي،عندما اكتشف الشيخ ابراهيم ما تعلمته ابنته ولاحظ القوة التي يتمتع بها صوتها دعاها للانضمام للدروس،وبدأت أم كلثوم غنائها في مناسبة ببيت العمده عندما كان خالد أخوها مريضا.وبسبب حداثة سنها وقوة صوتها أصبحت الطفلة مغنية تجذب المهتمين والمستمعين وكانت تطلب لكل احتفالات البلدة الصغيرة.زادت فرص الأسرة الصغيرة وذهبت الى ابعد من ذلك متنقلين على الاقدام بين القرى حتى شملوا غالب الدلتا قبل الاقدام على التقدم في قاهرة المعز.
الرحلة الى القاهرة

وأخيرا تم الانتقال الى القاهرة في حوالي عام 1923 بمساعدة مشايخ موسيقي المدينة الذين اجرى معهم والد ام كلثوم الاتصالات.الذين ساعدوا على ايجاد تجربة الأداء للفتاة الصغيرة وتقديمها الى الوكلاء المسرحيين الذين كانت مهمتم الاهتمام بالحفاظ على المسرح والترفيه في ذلك الوقت .
كان موجه الست أم كلثوم الرسمي في هذه الرحلة هو الشيخ أبو العلا محمد،الملحن والمغني الذي أصبح أيضا معلمها الأول .وبدأ تحول صوتها السريع والاسثنائي الى صوت اكثر حيوية وفاعلية وحظيت باهتمام فوري من الصحف وكان ظهورها هنا لاول مرة كموهبة ناشئة كما قال بعضهم انها تفتقر الى القيادة في التميز الحني ودقة الوضوح المتوقعة من مغني أول .
ولكنها اثبتت تحسنها على جميع المجالات بسرعة شديدة.قدمها الشيخ أبو العلا للشاعر الكبير الأستاذ أحمد رامي الذي علمها بدوره المزيد في الشعر العربي وطرق تحسينه وأداءه..كما تعلمت طرق وأساليب لباس ومعاملات سيدات المجتمع الراقي التي أصبحت تغني في بيوتهم بل واقامت صداقات مع بعضهم ..
عندما بدأت أم كلثوم الغناء في القاهرة كانت مرجعيتها للاغاني في موشحات والدها القديمة في الدلتا وبعض الأغاني الشعبية التي تعلمتها على طول الطريق الى القاهرة من القرى التي مروا عليها.كان والدها متخصصا بالموشحات الفردية التي تغنى مع جوقة ومصحوبة بكورس من رجلين الى 4 رجال.في عشرينات الزمان في القاهرة كان هذا الاسلوب يعتبر الاسلوب القديم في القاهرة.جديد الاغاني وحتى المرجعيات القديمه مثل أبو العلا كانو يصاحبون بتخت فعال.
بعد تلميحات في ربيع 1926 اشارت بأن أم كلثوم لن تنجح على المدى الطويل برفقة عائلتها.بدأ التحول من مرجعيتها الدينية في القصيد والتواشيح تعطي مكانها للطريقة الجديدة المتمثلة في أغاني الحب الجديد المفصلة خصيصا لها.هذا التغير مصحوبا بأداء أم كلثوم الشخصي المتفرد والرائع دفع بها في منافسة مباشرة مع كبار مغنين المدينة.صوتها المدرب باتقان وكلماتها الجديدة ومرافقة التخت وسلوكها الراقي العالمي الجديد مكنها من الارتقاء الى صفوف أعلى من المغنين المحترفين بالقاهرة عام 1928
خلال العشرينات والثلاثينات ،ام كلثوم بدأت تقديم التسجيلات التجارية وبدات حياتها الطويلة .وكان الانخراط الاعلامي ضروري لها ، لتحقيق شعبية واسعة المدى.وزاد التزاماتها فيما بعد ليشمل الاذاعة ومنذ انشاء الشركة الوطنية للاذاعة والافلام في عام 1934 ،التي بدأت في عام 1935 وعام 1960 في التلفزيون.

عندما بدأت أم كلثوم الغناء في القاهرة كانت مرجعيتها للاغاني في موشحات والدها القديمة في الدلتا وبعض الأغاني الشعبية التي تعلمتها على طول الطريق الى القاهرة من القرى التي مروا عليها.كان والدها متخصصا بالموشحات الفردية التي تغنى مع جوقة ومصحوبة بكورس من رجلين الى 4 رجال.في عشرينات الزمان في القاهرة كان هذا الاسلوب يعتبر الاسلوب القديم في القاهرة.جديد الاغاني وحتى المرجعيات القديمه مثل أبو العلا كانو يصاحبون بتخت فعال.
بعد تلميحات في ربيع 1926 اشارت بأن أم كلثوم لن تنجح على المدى الطويل برفقة عائلتها.بدأ التحول من مرجعيتها الدينية في القصيد والتواشيح تعطي مكانها للطريقة الجديدة المتمثلة في أغاني الحب الجديد المفصلة خصيصا لها.هذا التغير مصحوبا بأداء أم كلثوم الشخصي المتفرد والرائع دفع بها في منافسة مباشرة مع كبار مغنين المدينة.صوتها المدرب باتقان وكلماتها الجديدة ومرافقة التخت وسلوكها الراقي العالمي الجديد مكنها من الارتقاء الى صفوف أعلى من المغنين المحترفين بالقاهرة عام 1928
خلال العشرينات والثلاثينات ،ام كلثوم بدأت تقديم التسجيلات التجارية وبدات حياتها الطويلة .وكان الانخراط الاعلامي ضروري لها ، لتحقيق شعبية واسعة المدى.وزاد التزاماتها فيما بعد ليشمل الاذاعة ومنذ انشاء الشركة الوطنية للاذاعة والافلام في عام 1934 ،التي بدأت في عام 1935 وعام 1960 في التلفزيون
[
العصر الذهبي لأم كلثوم

اتجاهات أم كلثوم الأكثر نضجا وأسلوب أدائها المميز في الاربعينيات وبداية الخمسينيات جعل هذه الفترة تسمى بين العامة والنقاد العصر الذهبي لأم كلثوم متامشية مع تغير الذوق العام والميول الفنية آن ذاك.في بداية الاربعينات طلبت أغاني من الملحن الكبير زكريا أحمد ... والشاعر الشعبي الكبير بيرم التونسي.والتي خلقت بأغانيهم اختلافا كبيرا عما كان يدعى موسيقى الرومنسية الحديثة في أوائل الثلاثينيات.وكانت النتجية نجاح جماهري واسع لفن أم كلثوم لدى عامة الشعب المصري الذواق.وفي وقت لاحق من العقد قامت أم كلثوم بدعم الملحن الشاب رياض السنباطي باسناد عدد من قصائد الشاعر الكبير أحمد شوقي بيك له لتلحينها.وكانت نتيجة ذلك أسلوب مختلف تماما لما تم تقديمه مع زكريا أحمد وبيرم،ولكن كمفهوم جديد للاغاني الكلاسيكية المعتمد على أساس تاريخي وشعري عربي فقد لاقت استحسانا ونجاحا كبيرين أيضا...هذه الأغاني أسست السنباطي وجعلت منه أبرز ملحني القصائد الطويلة من جيله.
في الاربعينيات اضافة الى مساعي فنية مختلفة..بسطت أم كلثوم نفوذها في العمل الترفيهي بانضمامها إلى لجنة الاستماع ،أي اختيار الموسيقى الملاءمه للاذاعة والذي تولت رئاسة اتحاد الموسيقى لاحقا.عند هذه النقطه ام كلثوم كانت في أوج مجدها الفني.مسيطرة على كل من يسعى اليها وذات نفوذ واسع وكبير في أوساط الاذاعه وكانت معروفة بقوة شخصيتها التي تجلت بطرق عديدة.وعرف عنها الذكاء الحاد الشائك وحس الدعابه أيضاً

المشاكل الصحية لاحقت أم كلثوم كل بضعة سنوات منذ الثلاثينات وصارت طريحة الفراش نتيجة مشاكل في الكبد والمرارة وأوصى لها الاطباء في عام 1937 بالعلاج في أحد البلدان التي تحتوي على المياه المعدنية...وفي الصيف قضت أم كلثوم شهرا في فيجي بفرنسا وعادت الى مصر أفضل حالاً.والتزمت بقيود صارمة منعت عنها أنواع عديده من الاطعمه.مما أدى على المدى الطويل الى امراض أخرى.

في 1946 المشاكل الشخصية وللمرة الأولى عرقلت نشاط أم كلثوم الفني عملت أعمال متفرقة وفكرت جديا في التقاعد الكلي والاعتزال وخلال صيف نفس العام عانت الست من التهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي ادى الى تشخيص لمشكلة الغده الدرقيه في وقت لاحق من ذلك العام ..أعراض المرض بجانب خوفها الشديد على صوتها وتأثيرات العلاج الجانبيه أدى لدخول أم كلثوم في حالة اكتئاب شديد.قالت سميرة اباظه وهي أحدى معاصري أم كلثوم بأنها طوال معرفتها بأم كلثوم لم ترها في حالة من اليأس كتلك بل قالت أنها تظن أنه الوقت الوحيد الذي فقدت فيه كوكب الشرق شجاعتها

في عام 1947 توفيت والدة أم كلثوم..المرأتان عاشتا في نفس البيت طوال حياة أم كلثوم وتأثرت أم كلثوم كثيرا بذلك ،وفي وقت لاحق من نفس العام وفي أثناء رحلاتها للعلاج في الولايات المتحدة توفي خالد شقيق أم كلثوم وفي نفس الوقت تقريبا كانت ام كلثوم تعاني فشل علاقتها العاطفية .ودخلت في غيوبية طويلة واستغرق انعاشها طويلا وكانت تحظى بالرعاية في مستشفى البحرية الامريكية ببيثيسدا بناء على طلب السفير الامريكي بمصرسنة 1949...أم كلثوم كانت تعالج أيضا من التهاب مزمن في العين وذلك أحد اسباب ارتدائها لنظارتها السوداء الشهيرة.وقد تفاقم لها نظرا من الاضواء الباهرة التي رافقت انتقالها في مراحل حياتها الجديدة في القاهرة والسينما.وكانت الغدة الدرقية مشكلة قائمة تحتاج للعناية والمتابعة داخل وخارج مصر...

الاسئلة الشخصية حول حياة الست ، وخصوصا سؤال لماذا لم تتزوج قط لاحقا أم كلثوم منذ بداية حياتها المهنية في القاهرة حتى زواجها من الدكتور حسن الحفناوي في سنة 1954...في العشرينات كانت على ارتباط بعدد من الرجال على راسهم الشاعر أحمد رامي ولكنها كما كان يقال عنها أنها قوية وبلا قلب مثل غريتا غاربو...ولكن السبب الرئيسي هو كان شعورها بخيبة أمل مبكرة في حب سابق لم يكتب له النجاح فلم يكن في قلبها مكان لخيبة أمل أخرى...

بفضل شهرتها وجهودها الراميه الى تحسين اساليب الفن والتعليم العام ام كلثوم ارتفعت في المجتمع المصري إلى حد المعاشره مع اعضاء النخبه المصرية في ذلك الوقت..في عام 1946 عرض شريف صبري باشا ، أحد أعمام الملك فاروق اقتراح الزواج من أم كلثوم .ولكن الاتحاد رفض على الفور ووجه بالمنع من الاسرة الحاكمة، مما تسبب فى الكثير من الاسى لام كلثوم.أن مثل ذلك التفكير الجدي بالزواج قد يكون مفاجئا للكثيرين ولكن أم كلثوم كانت تراه في اتمامه نجاحا في بلوغ مكانة عظيمة وخطيرة في المجتمع وبائت بخيبة الامل عند فشله .ونتيجة للشعور بالاحباط وهربا من العلاجات وتاثيرها السي على النفس وافقت أم كلثوم على الزواج من عازف العود الملحن ونائب رئيس اتحاد الفنانين محمود شريف.وتم الطلاق خلال ايام قليلة بعد الزواج !مفرسا من قبل الطرفين بأنه كان خطأ وتسرعا.وسط صيحات احتجاج من جماهير أم كلثوم الذين هاجموا الطابع الشخصي لمحمود شريف...
وأخيرا تزوجت أم كلثوم أحد أطبائها على المدى الطويل دكتور الحفناوي المولود في اسيوط سنة 1915ونشأ في جو محافظ على غرار أم كلثوم نفسها...كان علم أرياف مصر والقيم والسلوك المشترك يجمعهما.وكان كل طموحه أن يكون ناجحا وهو الذي اصبح من أشهر أطباء الامراض الجلديه الى المتخصصين في العالم العربي وبالاضافة للتعلم والاناقة اللتان اجتمعا عليها كان دكتور الحفناوي شخصية مصرية بسيطة مثل أم كلثوم حلو المعشر يصل الى قلوب بسطاء المصريين وعامة الشعب بكل سلالسة كان نموذج للبلدي كما وصفه ابنه ...ولكنه ساعد في توجيه أم كلثوم بشكل كبير الى الحفلات ولكنه كان يظهر في الظل في حالة التقاء ام كلثوم بجماهيرها وحتى في المستشفى عند زيارتهم لها.ولكن بشهادة المعارف والاصدقاء المقربين فقد كان رب اسرة قوي الشخصية واذ اتفق جميع المهتمين بأن ام كلثوم كانت تكره الرجل الضعيف
 مثل الملايين من مواطنيها استقبلت أم كلثوم ثورة 1952 بحماس كبير.خصوصا مع اظهار الحكومة الجديدة دعمها لمجالات الفن والترفيه في مصر..ولا سيما البث الاذاعي الغير منقطع لأول مرة.تحسن صحتها مكنها من مواصلة ظهورها ونشاطاتها في عام 1955.في نفس الوقت غنت أم كلثوم أغاني حب جديده توجتها بالتعامل مع عمدة الملحنين الاستاذ محمد عبدالوهاب في سنة 1964 وانتجت أغنية ((إنت عمري)) الشهيرة التي كانت أول عشرة أغاني لحنها لها عبدالوهاب.بدات مسيرتي الفنانين في نفس الزمن تقريبا عبدالوهاب بدأ في سنة 1917 من المعهد الموسيقي وأصبح يحظى بدوري الملحن والمغني تحت اشراف عملاق الشعر أحمد شوقي الذي قام بكتابة عدد كبير من روائع عبدالوهاب كما تعرفت عليه أم كلثوم خلال الغشرينيات من القرن.ويتذكر الاثنان أول لقاء بينهما حيث جمعهما أحد الصوالين القاهرية في منزل محمود خيرات النهمي مع مدعوين اخرين للاستماع الى رائعة سيد درويش الشعبية الا جاد الليل ... عبدالوهاب بدا بتحقيق النجاحات السنمائية خلال الثلاثينيات والاربعينات وكان ذلك مما زاد قدره كملحن متمكن وتجلى اهتمامه الواسع بالالات الجديده وقيادة مجموعة واسعة من الاساليب الموسيقية العربية والغربية وخلال الخمسينيات أم كلثوم توسع دورها في الحياة المصرية الاجتماعية ومنحت اكثر أثناء المقابلات الاعلامية التي تحدثت فيها مرارا وتكرارا عن هويتها القروية(الفلاحه) التي هي في الخلفية الثقافيه والقيم الاساسية للاغلبيه من السكان المصري.وكانت مقابلاتها مليءه بالقصص عن عائلتها والجيران ، والاسر القرويه ونوعية الحياة
من موقفها كمتحدثة نسائية فنية دعت الحكومة الى مزيد من الدعم للموسيقى والموسيقين العرب نظرا لعدم وجود دعم من مؤسسات خيرية والاهم بعد الن**ة والهزيمة في حرب 1967 قامت بسلسلة حفلات محلية ودولية من أجل دعم مصر.سافرت في جميع أنحاء مصر والعالم العربي وجمعت التبرعات لصالح حكومة مصر.وهذه الحفلات اخذت طابع الزيارة وغنت لبعض الدول كذلك..وكانت عين أم كلثوم أصلا على روساء تلك الدول طامعة في دعمهم .وكانت في المقابلات تكرر على رأيها بشأن أهمية دعم الشعوب العربية للثقافة.أكثر منها كموسيقية أصبحت أم كلثوم وجه وصوت مصر للعالم.

المشاكل الصحية التي عانت منها أم كلثوم منذ بلوغها بدأت بالظهور والتفاقم مع تقدم العمر،عيناها ظلتا شديدتا الحساسية للضوء وبقيت على ارتدائها للنظارات السوداء غالب الاوقات في بداية 1971 تدهورت حالة أم كلثوم الصحية تدهورا شديدا وفي مارس من ذلك العام اصيبت مرارتها بالتهاب شديد مما أدى الا تأجيل جميع حفلاتها القادمة في مارس وابريل وفي الشتاء اصيبت اصابة شديدة في الكلى مما اضطر الى الغاء الجدول بكامله.

خلال اول حفل لها في الموسم التالي شعرت أم كلثوم بالاغماء أكثر من مرة لكنها أصرت على غناء الحفل كاملا ولكنه كان الاخير لها
وأدى تدهور الحالة الصحية الى الغاء ما تبقى من الموسم ورغم أنها كانت تحلم بالغناء مجددا لكنها لم تفعل
وامضت وقتها من شتاء 1973 حتى صيف 1974 في السفر من اوربا الى الولايات المتحدة للعلاج ومعاناة مستمرة من تدهور الصحة

أغنية حكم علينا الهوى كانت ليلة افتاتحها مقررة في ربيع 1973 وكانت ام كلثوم تخطط لتسجيلها قبل ظهورها الاول.ونجحت في تسجيلها بصعوبة بالغة في ال13 من مارس 1973 واستغرق التسجيل 12 ساعه..ولأول مرة غنت الست وهي جالسة على كرسي بعد اقتراح مهندس الصوت الذي رأى أنها اضعف من ان تظل واقفة كل تلك المدة.الحفل المقرر له الغي واطلقت الاغنية من غير حفل مصاحب لها.

في 21 كانون الثاني / يناير 1975 ، تعرضت لهجوم نهائي في الكليه التي أدت الى وفاتها في الثالث من فبراير - شباط 1975 رغم سنوات من العلاج الا انها لم تذهب الى المستشفى هذا المرة وكانت تقول اذا ذهبت الى المستشفى فسوف اموت هناك..أخر وكعاتها الصحية كان يرافقها مرابطة المصريين السهارى خارج اسوار منزلها بالزمالك وكتيبة من الصحفيين العرب في المستشفى.اذاعة الحزب القومي السوري قامت بتركيب خط مفتوح مع المستشفى لتقديم التقارير بحالة كوكب الشرق لحظة بلحظة لجمهورها العريض هناك.كما افردت صحيفة الاهرام الصحيفة الاولى والرسمية في مصر ملحقا يوميا لمتابعة حالتها ...
ماتت في 3 شباط 1975.جنازتها كانت مقررة في مسجد عمر مكرم في وسط القاهرةموقع لمعظم الجنازات المعروفة المسلمين في المدينة اذا ادركت الاطراف المسئوله عدد المشيعين الذين خططوا ليأتي من خارج مصر في الجنازه بعد يومين ، بخلاف المتعارف عليه في جنازات المشاهيرفقط .الحشود من البسطاء من المصريينكانت اكثر بكثير من العدد المتوقع.ملئت شوارع القاهرة بالمشيعين ، والجنازه لم تسر على النحو المخطط لها
مليون مصري حملوا النعش على اكتافهم بعد اخذهم اياه من حملته الرسميين في ثلاث ساعات مهيبة وصولا به الى مسجد سيدي الحسين الذي كان معروفا بأنه المفضل عند الست أم كلثوم وصل عليها هناك امام الجامع وحث على الاسراع بجنازتها قائلا أن أم كلثوم كانت امراءة مسلمة وانها كانت تريد أن تدفن بسرعة وفقا لتعاليم الدين الاسلامي

وبهذا اسدل الستار على قصة حياة امراءة عظيمة كافحت حتى اصبحت تحتل مكانا في قلوب جميع العرب

امراءة قدمت وما زالت تقدم لنا كل يوم دروسا في الحب والعشق والهوى

السيدة العظيمة التي كانت رسول العشاق وضربت مثالا يحتذى به في الحب الجميل النبيل الغير مبتذل

متي يا أم كلثوم وبقي صوتك القوي وكلماتك الرائعه تزلزلنا وتفرحنا وتبكينا

رحمك الله يأم كلثوم واسكنك فسيح جناته


إعداد:- سهام يعقوب رزق فام.
الشعبة:- إنتظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق